الــلامــبالاه

اللامبالى هو شخص ولا شك سلبى ربما تأزمت حياته وتعقدت فارتكن إلى السلبية واعتكف بداخل نفسه بين جدران أربعة لا يرى النور الذى يُـخرجه إلى الحياة ولعله يرى الحياة بمنظار أسود ..

فقد افتقد الأمل الذى هو وقود وطاقة تدفع الإنسان إلى الأمام

واللامبالى يفقد الحرص على مصلحته أو مصالح الآخرين ولا يعتنى بشيء

واللامبالاة قد تكون سمة فى مجتمع ما تجاه قضية سياسية أو اجتماعية بمعنى أنها قد تكون شعور جماعى نتيجة حالة إحباط عامة

ولكن لاشك أنها تتفاوت بين أبناء هذا المجتمع



وعلى المستوى الشخصى أو العلاقات الشخصية فهى نتيجة إهمال طرف ما فى هذه العلاقة لرغبات أو مشاعر الطرف الآخر وشعور هذا الطرف بالتجاهل أو الإنتقاص من قدر وقيمة ومكانة الطرف الآخر .

فمن هنا تنشأ الفجوة ويمتد الشرخ ويزداد بين الطرفين .حتى يصيرإلى اللامبالاة والتى يترتب عليها فيما بعد التجاهل والتجافى والشقاق والخلاف ثم الفراق أو العداء .

وقد تكون اللامبالاة من الطرف الأخر لأنك قصرت فى الحق الذى عليك نحوه أو أهملته أو خذلته فى وقت كان ينتظر منك أن تنصره فيه وتكون بجواره فلم يجدك معه حيث كان يرجو أن تكون بجواره حينذاك

أو اللامبالاه لأنك خالفت عهدك ووعدك فتنقص فى عين هذا الآخر أو فعلت ما يجرح كرامته وشعر منك بذلك فى اكثر من موضع

وقد تكون اللامبالاه لأنك خيبت ظن الطرف الآخر فيك ولم تصن أو تراعى غيبته عنك أو لم تحفظ له كرامته .



واللامبالاه حالة من البرود العاطفى والوجدانى وتقلب الأحاسيس والمشاعر وتغيرها وهى حاله من التـجاهل المـتعمَد المـقصود للطرف الأخر .



وأما( المبالاه ) فهى تعكس شعور بالتآخى والتناصر والتفاعل والتواصل والتعاون والتوادد والتحابب بين طرفين ..فهو معك فى الشدة والفرح يبكى لبكاءك ويحزن لحزنك ويفرح لفرحك

ويده هى أول يد تمتد لتمسح دمعك واول يد تمتد كذلك لتبارك لك فى فرحك ..

هذا هو الذى يبالى بك , لأنك وهو معآ مثل الواحد الصحيح الذى لا ينقسم إلى عددين صححين .



وأخطر أنواع اللامبالاه هى اللامبالاه بالنفس فيصير هذا الشخص كالغائب عن الوعى حتى ينفرط العمر من بين يديه كما تنفرط حبات العقد ..

ولا يجد شيئآ يرتكن إليه وقد أضاع كل شيئ من بين يديه